الكولوسيوم الذي يواجه التاريخ

الكولوسيوم الذي يواجه التاريخ

تم بناء الكولوسيوم في القرن الأول الميلادي خلال فترة حكم أباطرة السلالة الفلافية. كان المبنى يتسع لأكثر من 50 ألف شخص. استغرق بناؤه ثماني سنوات وافتتح في عام 80 خلال حكم الإمبراطور تيتوس.

كان هذا المكان مركزًا للترفيه لشعب روما، وأيضًا مكانًا لعرض قوة وعظمة الإمبراطورية الرومانية.

خلال تاريخه الطويل، تعرض الكولوسيوم لأضرار عدة نتيجة للكوارث الطبيعية مثل الزلازل والحرائق. ومع ذلك، تم ترميمه في كل مرة بفضل جهود الأباطرة والسلطات الرومانية.

في فترة سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية (القرن الخامس)، بدأت الغزوات القبلية، ما أدى إلى تدهور الكولوسيوم. لم يعد يستخدم لغرضه الأصلي وبدأ تدريجيًا في الانهيار. استخدم الكولوسيوم كمقبرة، وتم تحويل أقواسه وغرفه إلى مساكن وأماكن عمل. بذلك فقد المدرج أهميته وشكله الأصلي.

أحدث زلزال قوي في عام 1349 أضرارًا جسيمة للكولوسيوم، خصوصًا في جانبه الجنوبي. ومنذ القرن الرابع عشر بدأ استخدام الكولوسيوم كمصدر للمواد البنائية. أخذ الباباوات والعائلات الثرية حجارة الكولوسيوم لبناء القصور والكنائس.

لم يبدأ الباباوات بالاهتمام بحماية آثار الكولوسيوم إلا في منتصف القرن الثامن عشر، حيث بُذلت محاولات لإصلاح وترميم ما تبقى من المسرح الكبير.